الدكتور محمد حمودة، استاذ الطب النفسي
أشار الدكتور محمد حمودة، استاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان بجامعة الأزهر، إلى التأثير السلبي الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأفراد، مؤكدًا أنها ساهمت بشكل واضح في زيادة انتشار اضطرابات الشخصية.
وأوضح أن السهولة الكبيرة في التفاعل عبر هذه المنصات أتاحت لبعض الأشخاص ممارسة سلوكيات ضارة مثل الاحتيال والنصب، ما أدى إلى تفاقم اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع وإبراز الصفات النرجسية.
وأضاف حمودة في تصريحاته الصحفية أن هذه السلوكيات خلقت وهمًا زائفًا بالحب والاهتمام بين المستخدمين، لا سيما بين الرجال الذين قد يتحدثون مع عدة سيدات في وقت واحد، ما يُغذي مشاعر سطحية لا تعكس واقع العلاقات الحقيقية. وأشار إلى انتشار الشخصيات السيكوباتية، الذين يجدون متنفسًا في ممارسة تصرفات غير مقبولة عبر الإنترنت، بينما يعجزون عن التصرف بهذه الحرية في الواقع.
وأشار أيضًا إلى التأثير المتزايد على مرضى الفصام، حيث زادت أفكار الشك والارتياب لديهم، لدرجة أن البعض منهم بات يعتقد بأن أجهزتهم تتجسس عليهم، فالكثير من المرضى أصبحوا يضعون لاصقات على كاميرات هواتفهم، معتقدين أن تلك الأجهزة قد تكون وسيلة للتجسس. يعكس هذا الأمر، حسب حمودة، مدى تأثير السوشيال ميديا في تشويه إدراكهم للواقع وتضخيم مخاوفهم.
ويضيف الدكتور حمودة أن تزايد انتشار الأمراض النفسية يرجع أيضًا إلى عاملين أساسيين، هما زيادة الوعي بالأمراض النفسية من جهة، وتغير نمط الحياة من جهة أخرى. وأشار إلى أنه في الماضي كانت الحياة تتطلب نشاطًا بدنيًا كبيرًا، ما ساعد في تقليل التوتر، بينما اليوم أصبحت العلاقات سهلة وسريعة، مما قلل من الحاجة للحركة وتسبب في تفاقم الأمراض النفسية.